أثناء سن مُراهقتي الأولى وضعت لنفسي جدولًا زمنيًا محدّدًا يتضمّن تخرجي من الجامعة بسن الـ 22 وعثوري على عمل مرموق بعد تخرجّي مُباشرةً وثم دخولي القفص الذهبي في سن الثالثة والعشرين بعد أن حققت إنجازاتي الدراسية والوظيفية. كنت أرى تحقيق هذه الأمور سيحدث لي ببساطة حتى وإن واجهت من حولي صعوبات جمّة في تحقيقها. ولم أتخيّل حتى في كوابيسي أنّي قد أبلغ الثلاثين دون وظيفة ودون زواج وخالية من أي تجارب حقيقية!
كان هذا خيالًا مُرعبًا لم أتخيّل حدوثه ولكنه قد حدث بالفعل. فالوظائف في مدينتي الصغيرة شبه مُستحيلة وتخصصي الجامعي ليس مطلوبًا. أمّا الزواج، فقد تقدّم لي العديد من الشبّان الذين لا يحملون مواصفاتي المطلوبة بشريك حياتي وهكذا بلغت الثلاثين دون زواج ودون وظيفة!
لستُ نادمةً على رفض من لم أقتنع بهم ولم أجد بلوغ الثلاثين دون الزواج مُرعبًا في الحقيقة كما تخيلته في مراهقتي ومطلع العشرينيات. لكن هناك أمرًا يشغلني، بل ويحتّل مساحة كبيرة من تفكيري، وهو الجنس. كيف هو شكل العلاقة الجنسية الواقعية بعيدًا عن زيف الأفلام الإباحية وبعيدًا عن وصف أصحاب التجارب؟
لا أنكر أن بلوغ الـ 30 دون تجربة الجنس كاد أن يصيبني بالقهر والإكتئاب، خصوصًا أن أغلب من يصغروني سنًّا قد إختبروا الجنس وقاموا بمُشاركة تجاربهم، وتركوا لي التخيلات والقليل من الشعور بالنقص.
ما هو الجنس الحقيقي؟ وما الشعور بالنشوة الجنسية مع الشريك؟ وماذا عن المشاعر الحميمية بعد العلاقة؟
أسئلة كثيرة تزداد رغبتي بالعثور على أجوبتها يومًا بعد يوم. وفي يوم من الأيام، عقدت العزم على دخول عالم الجنس حتى وإن تأخرت كثيرًا، فأنا لا أرغب بالموت قبل تجربته. وانتقلت إلى الخطوة الأولى ألا وهي إيجاد شريك بمواصفات مُحددة: ألا يقّل عمره عن 29 وأن يكون حسن الهيئة والهندام ولطيف ويكتم الأسرار.
وبالفعل، استخدمت للمرة الأولى أحد أشهر تطبيقات المواعدة وفوجئت بعدد من الرجال الذين تنطبق عليهم شروطي.
تحادثت مع أحدهم ولم أشعر نحوه بأي انجذاب جسدي لكن أُعجبت بوسامته وأناقته. ويبدو أنه ودود، ولا يحمل سمات العدوانية. ضللنا نتحادث لأيام طويلة. وفي يوم، قررنا الخروج سويًا لمُمارسة الجنس. كانت مشاعر الحماس والترقب تقودني إليه. هل سأتخلّص أخيرًا من عذريتي؟ هل سأضع حدًا لتساؤلاتي وتخيلاتي عن الجنس بتجربة حقيقية؟
تهيأت لموعدنا الأوّل وخرجت من المنزل. للأسف، حدث ظرف طارئ أجبرني على العودة وتأجيل الموعد. كان شعورًا مُخيبًا لي وله، لكني واعدته في اليوم التالي.
وللأسف، حدث ظرف آخر منعني من الخروج. يا له من حظ! وكأّن الظروف إتفقّت على منعي من خوض هذه التجربة!
أخيرًا جاء اليوم المنشود. ولشدّة رغبتي بهذه التجربة دبّرت طريقة للقائنا تُحيطها المخاطر، حتى أنه رفض مرارًا خوفًا من العواقب، لكني أقنعته بالموافقة. لن أكشف تفاصيل المكان الخطرة ولن أصف حجم الخطر الحقيقي الذي قد أواجهه وقد (يؤدي بحياتي) لكن سأدخل في تفاصيل اللقاء.
كانت لحظات كالحُلم. لا أقصد أنها جميلةً كالحلم بل، وفي الأغلب لشدّة انتظاري وتشوقّي لها، صرت أشعر أني في حلم ولست في الواقع. كان شريكي بجانبي على السرير يلاطفني وقد خلع قميصه وظهرت من تحته عضلاته المفتولة وقوامه الرياضي. كان يملك معايير الوسامة التي تطمح لها كل النساء، رائحته جميلة، وجسده نظيف. وهنا تلاشت بعض مخاوفي فقد سمعت عن نساء أُصبن بالغثيان وكرهن الجنس بسبب عدم إهتمام شُركائهن بنظافتهم الشخصية ولإفتقداهم للجاذبية الجسدية. أمّا شريكي، فكان العكس وقد إخترته بعناية حتى تكون تجربتي الأولى مثالية تستحق صبر سنوات وسنوات.
بدأ بتقبيلي ومُلاطفتي وتفاجئت بأنّي لم أشعر بكهرباء تسري في جسدي كما سمعت ممّن وصفن مشاعرهن مع اللمسة الأولى.
لا بأس، ربمّا رهبة الموقف وحداثة التجربة لها دور.
حتى في التقبيل العميق لم أشعر بمُتعة. كيف؟! سمعت الكثيرين يقولون أن القُبلة الأولى أشعرتهم بالدوار من شدّة المتعة. إحداهن قالت إنها أوشكت على فقدان وعيها. وأخرى قالت إنها فقدت إحساسها بالزمن. وآخر يقول أنه قد أدمن لذة القبلة ويرغب بتكرارها كل يوم!
لم أشعر بأي شيء من هذا على الإطلاق. لقد كنت أعد نفسي بالكثير من البهجة والسعادة والمتعة ولم أحصل على أي منها!
لمساته لم تحرك بداخلي ساكن ولم تستثرني جنسيًا! أكملنا الممارسة وكانت سطحية بطلبي، رغم عدم إهتمامي بغشاء البكارة. لكن مخاوفي من الحمل كانت أكبر.
بعد أن غادرني وذهبت لأخذ حمّام، كانت مشاعري كثيرة، لكن غلبتها سعادتي بالتخلٌص من العذرية أخيرًا وبتجربة الجنس حتى وإن كانت تجربتي دون التوقعات. أخبرت نفسي أن التجارب الأولى لا تكون غالبًا مُمتعة وهذا ما قرأته في مواقع التثقيف الجنسي، وأني موعودة بلقاءات أخرى سأسعد بها. والمهم الآن هو أني خُضت التجربة أخيرًا!
في الواقع، كنت مدفوعة برغبة التخلُّص من شعوري بالنقص لا برغبة تذوّق الجنس للمتعة. كنت أغالب شعوري بالخجل لبلوغي هذا السن دون خوض أحد أهم التجارب التي هي جزء أساسي من حياة الناضجين في الحياة. كان هذا الشعور يعكّر صفوي دائمًا ويزداد كلمّا قرأت أو سمعت أحدهم يتحدث عن حياته الجنسية.
حديثي عن لقاءاتنا التي تلت اللقاء الأوّل لا أجده مهمًا. المهم هو شعوري بعد تكرار هذه اللقاءات. شعرت أني امتلكت جسدي وشاركته برغبتي مع رجل من إختياري. شعرت بالثقة بالنفس وبالأنوثة والكمال. وعلي أن أعترف بأني لم أصل للنشوة معه سوى مرتين، لكن الجنس دون بلوغ النشوة بعض الأحيان يكون مُمتعًا.
وفي النهاية، أكتب لأني سعيدة بتمكنّي من الإستمتاع بجسدي وأنوثتي كما رغبت، ولأني لا أتصوّر مدى الإحباط والحزن الذي كنت سأعيشه اليوم، لو لم أخض تجربتي الجنسية الأولى في العام الماضي وضللت عذراء.
إضافة تعليق جديد